في بحث أجراه الزميل الإعلامي الأردني الدكتور محمد أحمد جميعان حول زوال اسرائيل رأى بأن زوال إسرائيل سيكون على يد إيران .. منتدى الصحفيين وفي اطار ما يبذله المنتدى من حركة دؤوبة للعودة والبث المنتظر .. خدمة للاعلام العربي ولطلاب الإعلام ، ولجعل المنتدى مساحة حرية لإبداء الرأي بحرية ، ونقل الأحداث والدراسات الاعلامية الجديدة .. ها نحن في المنتدى وبمبادرة من الدكتور أحمد جميعان ، يبدأ المنتدى بنشر أول دراسة صحفية..
الجزء الأول
تصريحات الرئيس الإيراني بين الاستراتيجية والتنفيذ
ماذا أعدت إيران لزوال إسرائيل ؟
د.محمد احمد جميعان
يجدرفي أي باحث متابع للأحداث ان ينظر في جدية التصريحات المتحمسة والتفصيلية والممنهجة والمتكررة للرئيس الإيراني احمدي نجادا وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله حول زوال إسرائيل وقرب نهايتها والتي وصلت ذروتها في
تصريح الرئيس الإيراني في مطلع نيسان من هذا العام 2008 حين قال " يجب محو إسرائيل من على الخريطة " وتصريح آخر في نفس السياق لنائب القائد العام للجيش الإيراني محمد رضا اشتياني قال فيه " ان إيران ستمحوا إسرائيل من على وجه الكون هذه التصريحات ليست من فراغ سيمأنها تصدر من مراجع عدة ومن راس الدولة الإيرانية على وجه التحديد ولها
أساس عقائدي وتاريخي وسياسي تدفع كل مهتم ومراقب الى دراستها ليرى مدى الدعاية الكلامية فيها ؟ او الحرب النفسية المقصودة منها ؟ او هل هي تكتيكات سياسية لها أغراض محددة تخدم مرحلة آنية وحسب ؟ أم هي استراتيجية في معناها ومغزاها وتأتي في إطار خطة مرسومة تم الإعداد والاستعداد لها بعناية وحكمة وحنكة وما هذه التصريحات إلا مقدمات حرب نفسية تنهك العدو وتربكه تمهيدا لتنفيذ الهدف المعلن عنه في التصريحات وهو زوال إسرائيل ؟
· طبيعة التصريحات
عادة ما ترتبط طبيعة التصريحات واختبار مدى الجدية فيها من خلال ثلاثة محاور رئيسة تتمثل فيما يلي :
الأول : مدى استراتيجية هذا التصريحات ، ومدى عمق تواجدها في الثقافة والفكر والعقيدة والسياسة الإيرانية .
الثاني: مدى توفر الامكانات المادية والظروف الموضوعية المناسبة، والتي تخدم هذه الاستراتيجية.
الثالث :مدى الإعداد والاستعداد والتخطيط الحقيقي ، لتنفيذ هذه الاستراتيجية وتلك التهديدات والتصريحات ، بمعنى آخر ماذا أعدت إيران فعليا وعمليا لزوال إسرائيل ؟
· مدى استراتيجية التصريحات
ا ـ ان زوال إسرائيل على يد إيران هدف استراتيجي في صلب الثورة الخمينية يخدم مصالحها العقائدية المذهبية الذي يرتبط بمشروع التشيع ونشره بشكل اكبر وأوسع في محيط سني يصعب فيه التمدد إلا بعمل عظيم كزوال إسرائيل يخدم الأمة الإسلامية وتتجه إليه أفئدة المسلمين كافة يصبح معها المذهب محل إعجاب وتقدير ومودة يفسح المجال واسعا للتشيع.
ب ـ ترتبط هذه التصريحات بما ورد في الأثر والحديث والفكر الشيعي ان "زوال إسرائيل في آخر الزمان سوف يتم على يد العمائم السود القادمة من الشرق.." ومعروف للجميع مدى عقائدية النظام الإيراني بل ومدى عقائدية الرئيس الإيراني احمدي نجادا نفسه .. وبالمناسبة هذا يتطابق مع روايات مشابهة للمسيحية المتصهينة التي يتبعها بوش في امريكا ان زوال إسرائيل في آخر الزمان على يد جيش يأتي من الشرق حيث يعتبرون العراق وإيران هما الخطر القادم ، وبعد ان بعثروا العراق وأبادوا قدراته العسكرية وحلوا جيشه لم يبقى لهم سوى إيران يشكل تهديد وخطر قادم على إسرائيل حسب معتقداتهم
ج ـ ان إيران الفارسية القومية والشيعية المذهب لا يمكن ان تحصل على العظمة وقيادة المنطقة والعالم الإسلامي بل ولا يمكن ان تأخذ دورا رياديا كبيرا وقياديا متميزا في منطقة عربية القومية وسنية المذهب إلا في تحمل عبئ ومسؤولية زوال إسرائيل التي عجز العرب والمسلمين عن تحقيقه ..
د ـ ان إيران الخميني والثورة والعمائم والسياسة كلها تسعى الى تحقيق هذا الهدف منذ الإطاحة بالشاه حين أعلن الخميني على سلم الطائرة التي هبطت ارض طهران ان مشروعه هو " تصدير الثورة " وان امريكا هي " الشيطان الأكبر "
وانإسرائيل "سرطان في جسم الأمة يجب اقتلاعه .
· مدى الامكانات والظروف المناسبة
ا ـان موقع إيران الجغرافي وسعة مساحته وحجم سكانه ومتانة اقتصاده وامكاناتهالنفطية تعزز قدرة إيران على تحقيق مثل هكذا هدف له مردود كبير بهذا الحجم من المصالح والاستراتيجيات بل وتساعد إيران على المضي قدما في تحقيق هذا
الهدف دون تردد.
ب ـ ان الظروف الموضوعية الجغرافية والسياسية التحالفية في المنطقة شجعت إيران بكل امكاناتها للسعي نحو تحقيق هذا الهدف ، وهذا الظروف تتمثل في تواجد حزب الله الشيعي على حدود فلسطين الشمالية وما قام به من إنجازات في هذا المجال سواء على صعيد تحرير الأراضي اللبنانية وما يمتلكه من قدرات عسكرية وعددية ومكانة شعبية في المنطقة .
ج ـ التحالف التاريخي والاستراتيجي المعلن والمعروف بين إيران الثورة والنظام السياسي في سوريا والذي يوفر دعما مباشرا لحزب الله ومكن سوريا من تطوير قدراتها العسكرية والصاروخية بالذات بشكل كبير ومؤثر ضد إسرائيل وتشكيل ما
يسمى بجبهة الممانعة .
د ـ الامتداد ألتحالفي الجديد مع حركة حماس المقاومة والحكومة والسلطة الفعلية في غزة وما تلقته من دعم مالي كبير في هذا المجال والذي هو امتداد للدعم الإيراني لحركة الجهاد الإسلامي مما شكل طوقا ناريا محكما حول إسرائيل كما
سنرى لاحقا .
· مدى الإعداد والاستعداد الحقيقي
أي ماذا أعدت إيران لزوال إسرائيل؟
ان الإجابة على هذا السؤال تتطلب التذكير ان هذه المعلومات إنما هي ما أفصح عنه الإيرانيون انفسهم وما كشفته الأحداث وما تم تسريبه في الدوائر الغربية والإسرائيلية والمخفي أعظم ولكنه يعطي دلالات أكيدة وتحليلات
واضحة على حجم ما أعدت إيران لزوال إسرائيل والمتمثل بما يلي :
أولا : استطاعت إيران إقامة طوق حليف لها حول إسرائيل تميز بأنه ناري صاروخي مؤثر ومفزع للكيان الإسرائيلي من خلال حزب الله وسوريا وحماس والجهاد الإسلامي دفع إسرائيل لأول مرة في تاريخها الى إجراء مناورات شاملة وضخمة وعلنية لكافة القطاعات العسكرية والمدنية وكافة المناطق ولكافة الأسلحة بما فيها الكيماوية وغير التقليدية ، وجاءت التصريحات الإسرائيلية توضح ذلك بان إسرائيل قلقة من القدرات الصاروخية للعدو والذي قد يربك استدعاء الاحتياط في الجيش الإسرائيلي ، وان إسرائيل تنوي نقل قواعدها الجوية الى النقب في محاولة لحمايتها.. والمخفي الذي لم يصرح عنه من القلق أعظم من ذلك بكل تأكيد .
ثانيا :استطاعت إيران تطوير قدراتها العسكرية والقتالية والتقنية والصاروخية على وجه التحديد من حيث المدى والدقة والقدرة التدميرية بحيث تصل الى إسرائيل وتضربها بشكل مؤثر وفاعل وقد أعلنت إيران رسميا وإعلاميا عن بعض هذه القدرات سيما التقليدية منها ، خلافا لغير التقليدية التي يحاول الإيرانيون عدم الحديث فيها ورغم شح المعلومات والتكتم والتمويه في المجال غير التقليدي لا سيما في المجال النووي إلا ان التقديرات العسكرية المتخصصة في هذا المجال تتوقع تطور وتقدم إيراني كبير قياسا على التوجهوالتركيز الإيراني على التطوير وامتلاك السلاح المؤثر وهنا يكفي ان نشير
الى ان إيران أصبحت قادرة على إطلاق ما يزيد على عشرة آلاف قذيفة صاروخية في الدقيقة الأولى في أية مواجهة او رد فعل وان الرأس المتفجر في هذه الصواريخ وصل الى ما يقارب الطن ، والمدى الى نحو ثلاثة ألاف كيلومتر ..
ثالثا :عملت إيران مع حلفائها في المنطقة على بناء وتدريب أجهزة استخبارية دفاعيةوهجومية متقدمة وقادرة على توفير الحماية لهم وعلى اختراق العدو ، وقد لاحظت ذلك بشكل دقيق في المفاجآت التي أعدها حزب الله في حرب تموز وقدراته على التمويه والمناورة والتظليل والتخفي لامكاناته العسكرية والصاروخية والقتالية .. إضافة الى حجم المواقع العسكرية والإحداثيات الموضعية والموقعية التي استطاع حزب الله ضربها والتي تحتاج الى معلومات استخبارية دقيقة ومسبقة مما يؤكد اختراق حزب الله وحلفاء إيران الآخرين للكيان الاسرئيلي في عمق الأهداف العسكرية... مقابل عجز إسرائيلي واضح على اختراق حزب الله ومجموعاته القتالية ومواقعه الصاروخية والتخزينية بل عجزت إسرائيل عن رصد او اختراق أي هدف عسكري او حيوي مهم غير مكشوف لحزب الله، وان ما قامت به إسرائيل في حرب تموز عبارة عن تدمير مجمعات سكنية ومكاتب ومؤسسات جماهيرية مكشوفة للصحافة والإعلام في الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى .
تابع البحث .. الى الصفحة التالية .. https://mmf2.yoo7.com/montada-f18/topic-t302.htm#682