أعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية مساء اليوم الثلاثاء
تعليق خدمة "البلاك بيري" ابتداء من يوم الجمعة 25 /8/ 1431هـ إلى حين
استيفاء المتطلبات التنظيمية لتشغيل الخدمة، فيما يمثل رداً قوياً على ما
أعلنته الشركة الأم حول استحالة تطبيق هذا القرار بشكل كامل.
وكانت "سبق" قد علمت أن تعميماً صدر من مدينة الملك عبدالعزيز للتقنية إلى هيئة الاتصالات يطالب بإيقاف خدمة "بلاك بيري – ماسنجر".
وقال البيان إن هيئة الاتصالات قامت بإخطار الشركات المزودة للخدمة بالقرار, التي عممته بدورها على مستشاري المبيعات.
مضيفا أن "جميع شركات الاتصالات تلقت طلباً بإيقاف خدمة الماسنجر على أجهزة البلاك بري".
وأشار البيان إلى أنه سيتم إبلاغ مستشاري المبيعات بشكل رسمي عند اتخاذ أي قرار رسمي، وما يترتب على القرار في حينه.
وقد اتصلت "سبق"
بعدد من مستشاري المبيعات في إحدى شركات الاتصالات؛ فأكدوا أنهم تلقوا
تعميماً يفيد بإيقاف خدمة الماسنجر على أجهزة البلاك بري, لكن الخدمة ما
زالت قائمة, وأنهم سوف يُخطَرون رسمياً عند صدور قرار الإيقاف. وأشاروا إلى
أن هناك حالة خوف وترقب بعد تلقيهم "التعميم", متوقعين صدور قرار رسمي
ملزم بإيقاف خدمة الماسنجر من أجهزة البلاك بري.
وأكدوا
أن المبيعات قطعاً سوف تتأثر بعد هذا القرار. وقالوا: "معظم مَنْ اقتنوا
جهاز البلاك بيري كان دافعهم استخدام الماسنجر". مضيفين "بعد إيقاف الخدمة
قطعاً سيتخلص الكثيرون من أجهزة البلاك بيري أو على الأقل لن يشتروها".
وفي اتصال لـ"سبق"
مع صاحب محل بيع جوالات في حي المرسلات بالرياض قال: "إن هناك حركة مبيعات
لأجهزة البلاك بيري كبيرة جداً". مشيراً إلى أن "الجهاز الجديد الذي قيمته
2000 ريال كنا نشتريه مستعملاً بـ1500ريال, والآن نشتريه بـ1000 و1100
ريال فقط". وعن أجهزة البلاك بيري المستعملة المعروضة للبيع قال: "العرض
كبير, وحركة شراء الجديد أو المستعمل بطيئة للغاية".
متوقعاً المزيد من تدهور الأسعار. وعزا ذلك إلى الأخبار المتداولة بين الناس بوقف خدمة الماسنجر.
وقال
أحد البائعين في سوق الجوالات بشارع البطحاء: أسعار البلاك بيري انهارت؛
لا أحد يشتري, معظم الشباب الذين اقتنوا هذه الأجهزة يريدون التخلص منها
بسرعة. الجهاز الذي كان يُباع جديداً بألف ريال سعره الآن مستعملاً بـ350
أو 400 ريال على الأكثر. مضيفا أن الأسعار ستنخفض أكثر خلال الأيام القلية
القادمة. ووصف إلغاء خدمة الماسنجر من أجهزة البلاك بيري بأنه "إعدام
للجهاز".
وتابع "كل الشباب اشتروا هذه الأجهزة
لخدمة الماسنجر, فإذا أُوقفت الخدمة انتهت المميزات". مؤكدا "هذا ما يقوله
الشباب لي وهم يعرضون أجهزتهم للبيع". الكلام نفسه ردده أكثر من بائع في
"أسواق الراجحي" بالبطحاء, مؤكدين أنهم يرفضون الآن شراء أجهزة "البلاك
بيري" المستعملة, ويقولون: "نحن متوقفون عن شراء أي أجهزة بلاك بيري
مستعملة حتى تتضح الرؤية, ونرى ماذا سيصدر بشأنه من قرارات".
من جهة أخرى أصدرت شركة بلاك بيري الأم RIM ) ) بياناً، تلقت صحيفة "سبق"
نسخة منه، حول التقارير المتناقلة في وسائل الإعلام والأحاديث المتداولة
بين عملائها، التي تحدثت عن إمكانية اطلاع الشركة أو التجسس على بيانات
عملائها بفتح الشفرات .
وجاء في البيان التوضيحي
الذي أصدرته الشركة أن بعض عملائها باتوا يتخوفون من الاطلاع على بياناتهم
أو التجسس عليهم. مشيرا إلى أنها في الدرجة الأولى تحافظ على سرية
بياناتهم؛ ما دعا بعض الحكومات إلى المطالبة بالاطلاع على بيانات عملاء
بلاك بيري، وهو الأمر الذي ترفضه الشركة؛ للحفاظ على علاقتها بعملائها
وخصوصياتهم، وأنها في الوقت ذاته تحترم رغبة الحكومات ومخاوفهم الأمنية.
مؤكدة أنها تعمل مع جميع الحكومات لتنظيم هذه العلاقة للاستمرار في الحفاظ على خصوصيات عملائها .
وبيّنت
الشركة أنها تعمل في أكثر من 175 دولة حول العالم وتطبق القوانين الدولية.
مشيرة إلى أن استخدامها للشفرات القوية التي يصعب حلها هو شرط إلزامي
وقانون يلتزم به جميع مقدمي الخدمات التكنولوجية سواء في مجال الاتصالات أو
الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)؛ للحفاظ على خصوصيات الأفراد والشركات
والحكومات .
وأوضحت الشركة أنها تعمل وفقاً
للقوانين الدولية الملزمة بالحفاظ على سرية العملاء، وأنه لا يمكن لأي جهة،
بما فيها شركة بلاك بيري نفسها، الاطلاع على بيانات العملاء أو فتح
الشفرات، كما أن الشركة تؤكد أنها لا تملك مفتاحا رئيسيا، وهو ما يطلق عليه
(ماستر كي)، أو أي طرق أخرى تمكنها من الاطلاع على بيانات وخصوصيات
عملائها، كما أنه لا يمكن لأي طرف كان قراءة المعلومات المشفرة تحت أي ظرف
من الظروف. مؤكدة أنها ستستمر في الحفاظ على خصوصيات عملائها بالطرق
الآمنة، ولن تُعرّض أسرارهم للخطر .
من جهة أخرى
نشرت تقارير هندية تناقض البيان الذي أصدرته الشركة الأم، التي ذكرت فيه أن
شركة بلاك بيري وافقت على منح السلطات الهندية الحق في الاطلاع على بيانات
عملاء الشركة في الهند، فيما يخص البريد الإلكتروني والرسائل الفورية.
ويأتي ذلك في إعقاب تهديد السلطات الهندية بإغلاق مقار التشغيل المحلى
لخدمات الشركة في الهند؛ ما يهدد بفقدان الشركة مليون عميل هندي